بعد اتهام البعثة الطبية الإسرائيلية التي دخلت هايتي بذريعة مساعدة منكوبي الزلزال بسرقة الأعضاء البشرية لضحايا الكارثة، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن اتفاقًا وقع بين حكومة هايتي وحكومة الاحتلال "الإسرائيلي" من أجل نقل أيتام من هاييتي فقدوا عائلاتهم خلال الزلزال المدمر الأخير. وأضافت الصحيفة أن وزارة الشؤون الاجتماعية "الإسرائيلية" تعمل جاهدة من أجل هذا الهدف، حيث تم توقيع اتفاق بين البلدين، لتمكين عائلات "إسرائيلية" من تبني هؤلاء الأطفال.
وأبلغ سفير "إسرائيل" في هاييتي عاموس رديان، وزير الصحة "الإسرائيلي" اتسحاق هرتسوغ عن لقائه بوزير الصحة في هاييتي، حيث أبدى الأخير موافقته على هذا الأمر باسم حكومة هاييتي.
وحسبما ذكرت صحيفة "عكاظ" السعودية، اعتبرت أوساط رسمية في الحكومة "الإسرائيلية" أن موافقة حكومة هاييتي على الأمر، يعتبر خطوة مهمة على طريق تحقيق هذا الأمر في القريب العاجل بعد فحص كل الجوانب القانونية المتعلقة به، وأنه فور وصول هؤلاء الأطفال إلى "إسرائيل" ستتم إجراءات تهويدهم فورًا.
وقالت مصادر "إسرائيلية": "إن الدولة ستقدم للعائلات "الإسرائيلية" التي ترغب بتبني أطفال من هاييتي ما قيمته 31 ألف دولار؛ تشجيعًا لهم على إتمام إجراءات التبني".
سرقة الأعضاء البشرية:
وكان ناشط أمريكي اتهم البعثة الطبية "الإسرائيلية" التي دخلت هايتي بذريعة مساعدة منكوبي الزلزال، بسرقة الأعضاء البشرية لضحايا الكارثة التي أدت إلى مقتل أكثر من مائتي ألف شخص وإصابة وتشريد الملايين.
وحمّل الناشط الأمريكي ويدعى ت.ويست، ويعيش في سياتل، شريط فيديو على موقع "يوتيوب" الإلكتروني يتهم فيه جنودًا "إسرائيليين" يشاركون في عمليات الإغاثة في هايتي، بالتورط في سرقة أعضاء بشرية من ضحايا الزلزال.
ويعرض الناشط في الشريط الأجهزة المتقدمة التي تستخدمها البعثة الإسرائيلية. لكنه يقول في معرض حديثه إن "هناك أشخاصًا لا ضمير لهم، يستغلون المواقف دائمًا، ومن بينهم الجيش "الإسرائيلي"، الذي يعمل في هايتي الآن"، مذكّرا بالاتهامات التي وجهت إلى "إسرائيليين" بسرقة أعضاء شهداء وأسرى فلسطينيين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتاجر فيها "الإسرائيليون" بالأعضاء البشرية بعد سرقتها، فقد سبق ومارسوا جريمتهم في فلسطين والولايات المتحدة، وأخيرًا كانت هايتي.
زلزال هايتي:
وكان زلزال هايتي عبارة عن هزة أرضية بلغت قوتها 7.0 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزها يبعد نحو10 أميال" 17 كيلومتر" جنوب غربي العاصمة الهايتية بورتو برنس، ووقع الزلزال يوم الثلاثاء 12 يناير 2010.
وخلف الزلزال الذي استمر لما يزيد عن دقيقة واحدة دمارًا هائلاً، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونية بثتها شبكات تليفزيونية التقطت عقب الزلزال مباشرة سحب كثيفة من الغبار، ارتفعت من مدينة "بورتو برنس" ناتجة عن انهيار المباني جراء الزلزال.
وقدّر الصليب الأحمر الدولي أعداد المتأثرين بالزلزال بـ3 ملايين شخص بين قتيل وجريح ومفقود، وقتلت شخصيات عامة بارزة عديدة جراء الزلزال، فيما أعلنت الحكومة الهايتية في 9 فبراير عن دفن أكثر من 230.000 قتيل في مقابر جماعية.
وقد انهارت معظم معالم مدينة بورتو برنس أو تضررت بشدة جراء الزلزال بينها القصر الرئاسي، ومبنى الجمعية الوطنية (البرلمان)، وكاتدرائية بورتو برنس، وكذلك انهار السجن الرئيسي ومستشفى واحد على الأقل.
كما أعلنت الأمم المتحدة أن مقر قيادة قوات حفظ السلام الدولية في هاييتي والموجودة في هذا البلد منذ 2004، قد لحقت به أضرار كبيرة بعد مقتل العشرات من موظفيهم بما فيهم مبعوث الأمم المتحدة ونائبه[b]